تم افتتاح مركز الفنون الحديثة بروما في نهاية عام 2009 وهو من أحد أبرز أعمال المصممة العراقية زها حديد، حيث فاز تصميم شركتها في مطلع عام 1999 بتصميم مركز يهتم بالفنون المعمارية في روما، واستمر العمل لأكثر من ست سنوات حتى تم إنجاز ذلك العمل المتكامل، ويعتبر مركز الفنون الحديثة بروما من أوائل المراكز في إيطاليا التي تهتم بهذا النمط من التصاميم المتطورة، ومن المعروف أن مدينة العاصمة الإيطالية روما تعتني بمشاريع تتصف بالعراقة والكلاسيكية بالطبع، إلا أن وجود متحف ومركز للفنون الحديثة فيها جعلها تخرج عن القاعدة، فقد تم العمل بمشروع مركز الفنون الحديثة بروما بناءً على قرار سياسي إيطالي.

ما هي أهم معالم ونشاطات مركز الفنون الحديثة بروما؟
تبلغ مساحة مركز الفنون الحديثة بروما حوالي 20 ألف متر مربع، من الخارج ينقسم المركز إلى قسمين رئيسين، متعابدين عن بعضهما يلتقيان في خط تماس بينهما، يمكننا القول أنهما يشبهان الرقم واحد وعشرون لكن ملتصقين ببعضهم، أما في الداخل فيلاحظ وجود تفرعات عديدة فيه حيث لا مكان للتناسق بين القاعات والسلالم، من يدخل إليه يشعر بنفسه وكأنه في متاهة معقدة التصميم، أما سقفه فهو عبارة عن زجاج عاكس ونافذ للضوء سامحًا لأشعة الشمس بالدخول إلى داخل البناء يشكل منظرًا أخاذًا يضفي على المكان جوًا من الأناقة ناتج عن انعكاس الشمس على الزجاج.

يهتم مركز الفنون الحديثة بروما بنمطين من الفنون أولهما التصاميم واللوحات المعمارية، أما النمط الثاني فهو عرض التحف الفنية ذات القيمة الثقافية والإبداعية العالية، ناهيك عن كونه مركز لتبادل المعلومات بين الناس فهو يحوي مكتبة كبيرة بالإضافة إلى مركز لعقد المؤتمرات والمناقشات الثقافية، ولا ننسى المقاهي الموزعة حوله والتي كانت ركنًا أساسًا من خطة تصميم المركز.
بعد أن لاقى تصميم مركز الفنون الحديثة بروما نجاحًا، تم تقديم زها حديد في إيطاليا على أنها مايكل أنجلو العصر، وانتشر اسمها في الصحف والمجلات الإيطالية، وكعادتها دوما أرادت زها حديد أن تخرج عن المألوف في تصميمها جامعةً بين الرسم والهندسة، محاولة بك طاقتها أن تعيد عجلة الحياة إلى تصميم المتاحف لعل وعسى يقبل عليها الناس من جديد.
